، شهد فندق راديسون بولاية صحار مؤتمرًا بعنوان “الإبل تراث واستدامة”، تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري، وكيل وزارة الزراعة، وبحضور سعادة الشيخ محمد بن سليمان الكندي، محافظ شمال الباطنة، وعدد من أصحاب السعادة ومدراء العموم، وممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بالإضافة إلى رؤساء المصالح الحكومية والخاصة. كما حضر المهندس عبد الله بن محمد الهدابي، مدير عام المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة.في بداية المؤتمر، رحبت المهندسة عيدة بنت محمد المقبالية، مديرة دائرة الثروة الحيوانية بمحافظة شمال الباطنة، بالحضور وقالت:”نلتقي بكم اليوم في هذا الحفل المميز، الذي يواصل مسيرة فعالياتنا التي بدأت بتاريخ 19 أكتوبر 2024 بعرضة الإبل التي كانت تحت رعاية سعادة الشيخ والي السويق المحترم. اليوم نواصل تقديم أوراق عمل متخصصة، وسيتبع هذا اللقاء تقديم محاضرات في مختلف مدارس المحافظة بالتنسيق مع المديرية العامة للتربية والتعليم. يكتسب هذا المؤتمر قيمته من كونه جزءًا من فعاليات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للاحتفاء بالسنة الدولية للإبل لعام 2024، وهو احتفاء بهذا التراث العريق الذي يعد جزءاً أصيلاً من هويتنا وثقافتنا. فالإبل كانت، ولا تزال، رمزًا للصبر والعطاء، ورافدًا مهماً لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في تاريخ عُمان وحاضرها.”وأضافت أن القطاع الحيواني أساس للأمن الغذائي ودعامة للاقتصاد الوطني، وسنواصل تعزيز هذا القطاع الذي يعد مصدرًا رئيسيًا للاستدامة الاقتصادية، خاصة في محافظة شمال الباطنة التي تساهم بشكل كبير في تنميته.واختتمت حديثها قائلة: “في إطار رؤية عمان 2040، عملنا على تعزيز الاستثمار في القطاع الحيواني وتنويع مصادر الدخل الوطني من خلال إنجازات مميزة مثل تطوير العزب الحديثة وتركيب 6000 طوق فسفوري لحماية الإبل، بالإضافة إلى دعم مشاريع توفير الأعلاف بالتعاون مع شركة المطاحن العمانية. ونحن نواصل السعي لتحقيق المزيد من الإنجازات في هذا القطاع الحيوي”كما شهد المؤتمر توقيع اتفاقية تعاون بين المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة شمال الباطنة وشركة همسات المدينة للتجارة والمقاولات، لتقديم 50 طنًا من الأعلاف الخضراء لمربي الإبل خلال عامي 2025 و2026. وتنتج شركة همسات المدينة حوالي 800 طن سنويًا من الأعلاف الخضراء باستخدام المياه المعالجة، مما يساهم في دعم استدامة هذا القطاع الحيوي وتعزيز إنتاجية الإبل.واستمر سعادة وكيل الوزارة بتكريم المشاركين والداعمين لهذا المؤتمر، حيث تم تكريم موظفي دائرة الثروة الحيوانية بمحافظة شمال الباطنة تقديرًا لجهودهم المخلصة في إنجاح فعاليات المؤتمر، وفي إبراز أهمية الإبل كجزء من التراث العماني.وشهد المؤتمر تقديم أربع محاضرات علمية متخصصة، بدءًا من الدكتور محمد العبري، أستاذ مشارك بقسم علوم الحيوان والبيطرة بجامعة السلطان قابوس، الذي قدم محاضرة بعنوان “التوصيف الجيني للإبل”. تلتها محاضرة للدكتورة أمل الخروصية، رئيسة قسم سلامة وأمن المخاطر بالمختبر المركزي للصحة الحيوانية، حول “تربية الإبل”. وقدم الدكتور راشد المزين، استشاري أمراض وجراحة الإبل بوزارة الزراعة وطبيب عيادة أدم البيطرية، محاضرة عن “تناسلية الإبل”. واختتمت أوراق العمل بمحاضرة بعنوان “التراكيب التشريحية للإبل والتحديات المناخية”، ألقاها الدكتور مرتضى محجوب الحسن، المدرس المساعد السابق بجامعة بحري بالسودان وطبيب عيادة البيطرية بصحم.كما تخلل المؤتمر عرض لأحد النماذج الوطنية الرائدة في استدامة الإبل، وهي شركة المروج للألبان، التي تلعب دورًا استثماريًا بارزًا في تعزيز استدامة هذا الكائن التراثي، مما يعكس التزام القطاع الخاص في دعم تربية الإبل كمجال استثماري ذو قيمة اقتصادية كبيرة.وعلى هامش المؤتمر، أُقيم احتفال تراثي مميز، حيث تم استقبال المشاركين بأجواء تقليدية رائعة، تشمل عروض فنية من فن الطارق، بالإضافة إلى إلقاء أبيات شعرية احتفت بالإبل، مما أضفى جوًا من الأصالة والتراث العماني على فعاليات اليوم.
